الخميس، 3 أبريل 2008

ذكراهــــا

افقت يومها من نومى-الغير عميق- على جرس هاتفى الخلوى و .........

وانتفض معه جسدى كله حتى انى لم اميز نوع مشاعرى !

لم اع وقتها ما فعلته !! فلقد كان تصرفا غريبا جدا !

تركت هاتفى يتابع الرنين وانا غير مبال بأى شى ... وبكل شىء

الا شىء واحد ....

هو تلك النغمة التى را حت تتتابع ...

و يتتابع رنين الهاتف و ...

وانا اترنح ... واترنح !!

انها ذكراها ..

ليست ذكراها فقط .. بل وكل شىء فيها قد تجسد امامى وقتها ..

فقد كانت تلك هى النغمة التى كنت قد خصصتها لها !

ومع كل ثانية ومع كل مرة تتكرر فيها الموسيقى .. كنت افرط فى الهذيان ..

تركت الوعى ..

تركت من كان يطلبنى على الهاتف !!

ولم اع سوى النغمة !!

ورحت وذكراها نتهامس ..

نتعانق ..

أبعد كل تلك السنين ؟

أتذكـــــــــــــرها ..

اتذكرها وهى تعد لى كوب الحليب الدافىء وانا لم اقم

من سريرى بعد ..

اتذكرها وهى تحمله بين يديها ثم تفيقنى بقبلة على جبينى قائلة:

حبيبى ، انها الثامنة صباحا ... هللا افقت يا عزيزى الناعس !!

لقد احضرت لك كوب الحليب واعددته بيداى ..

أتذكرها وانا افتح عيناى لاجد اجمل من عرفت فى حياتى

وقد احتوت وجهى بين كفيها الصغيرين ...

اتذكرها وهى تملس على شعرى فى حنان لم تعرف الدنيا مثيله ابدا ..

اتذكرها وليت الموت ينقذني من التفكير ساعتها ...

ومع كل ثانية .. كان صوت الهاتف يتعالى ويتعالى ... وانا اهيم .. واهيم ...

أتذكرهـــــــــــــــا ...

اتذكرها وانا منهمك وسط اوراقى والعمل قد التهم كل ذرات وعيى ،

واراها تدق باب المكتب فى هدوء لتدلف حاملة فنجان القهوة وعينيها تكاد تنطقان

حنانا ...

اتذكرها وهى تناولنى اول رشفة بيدها...

وهى تقول لى :

هللا ارحت نفسك من هذا العناء ولو لدقائق يا عزيزى !

أتذكرها ولا اتمالك نفسى من البكاء ...

فأبكى ... وأبكى ... ودموعى تعانق تلك الذكرى ...

ابكى بمرارة عاشق قد فرق القدر بينه وبين قلبه ...

ولا املك ساعتها الا البكاء ... وبمنتهى الحسرة والالم ..

ابكى وكأن طفلا قد فقد امه وهو فى اشد الحاجة الى احضانها ..

ابكى ودموعى تغسل كل شىء فى طريقها.. الا الالم ...

لقد كانت الدنيا كلها فى عيوني ..

كانت تحمل بين راحتيها رقة حبيبة لا يحسها الا من فقدها ...

كانت تمثل لى كل العالم ... كل التفاصيل ... وماان رحلت

حتى تركت لى عالمى بلا تفاصيل ... وكأن قلبى بعدها ماعاد يخفق الا من اجل العيش ..

توارى معها كل احساس كان يحملنى على حب الحياة ... ولم يبق الا رتوش

لا معنى لها ...

ابكى وليت البكاء وقتها يفيد ..

وليت الدموع ساعتها تعيدها ولو دقيقة اعانقها فيها ..

ابكى وليس لى من دموعى الا تلك الحسرة التى تزداد مع كل دمعة تذرف من عينى ...

ولكن هذه هى الدنيا ..

دائما ما تأخد منا مانحب ... وتعوضنا مانكره !!

فيالمرارته من احساس ..

يوم تحس انك تفقد اغلى شىء فى حياتك وليس بوسعك الا ان تودعه ..

وليس بوسعك الا ان تعده بأنك ستبقى على العهد .. ستحفظ الذكرى ..

ليس بوسعك الا ان تطلق خلفه دمعتين ... دمعة تودعه بها

واخرى تستقبل بها حياتك بدون وجوده للمرة الاولى ..

احساس مؤلم ... احساس بشع لا يستطيع الوصف ان يجد الطريق اليه ...

احساس لا يعرفه لا من جابهه من قبل ..

فهذه هى عجلة الحياه ..

نعم ... عجلة الحياة التى لا ندرى متى ستدور .. ولا اى الاوقات ستعاود الكرّ ثانية

لتسرق منا بسمتنا ..

وتترك لنا تلك الدموع التى تعجز دوما

عن مواساتنا ..

محمد ابو العز

ليست هناك تعليقات: