الخميس، 3 أبريل 2008

.. ثم نامت على كتفى .


أطلقتُ ضحكة مكتومة تملؤها حيوية غريبة ونشوة دفينة .....
ثم أسهبت النظرقليلا نحو صورة أراها تسكن قرارة عقلى الباطن ولم تظهر بعد للواقع الملموس.وجعلت أسأل نفسى
أشياءا كثيرة...
وأول ما جال بخاطرى هوسؤال أظن ان اجابته مفقودة !
أتحسنى فتاتى التى قضيت قرابة نصف عمرى أبحث عنها دون جدوى؟؟
وهل تشتاق إلى قدر اشتياقى إلى معرفتها,أريد أن أعرف هل تحسنى وتحس ما بى من وحدة
بعيدا عنها,وأن كل يوم أقضيه فاشلا فى العثورعليها ما هوإلا إرهاصات لعمرلن يبدأإلا مع بزوغ فجرها فى حياتى .
وهل تدرك أن كل حرف يخرج من عقلى وقـلبى قبل قلمى , يخرج أول مايخرج بغية مصادفةأى شىء قد يدلنى عليها .. أو
يخبرها أن هناك من تهالك عمره شوقا للقائها .. هل وهل وهل .. ؟؟ وقبل أن أحاول الإجابة على أى من تلك التساؤلات ...
وجدت من يأخذ بيدى ضاحكا نفس الضحكة التى أطلقتها منذ قليل,قائلة لى : لا تتعب نفسك , فعندى أنا فقط إجابات كل ما
يدور فى خلدك وفى رأسك المتهالك هذا !!
وكنت فى حالة لا استطيع معها حتى المقاومة .. فوجدت نفسى مضطرا لتصديقها ,لا لرائحة عطرهاالقاتـل ولا لجسدها الذى
يسلب اللب مع كل خطوة تخطوها , وبغض النظر عن عينيها وشفتيها ونعومة يديها ... وكل تلك التفاصيل التى لاتغير فى
الحقيقة شىء , وهى كونها أنثى ! نعم وكان هذاوحده يكفى لسحقى !!
فصدقتها ,بل وانصعت لها بالكامل ورحت ارتقب ما سيحدث ... وبينما نسير إذابها تسألنى سؤالا جعلني انتفض ! قائلة :
عزيزى الهائم, بدلا من أن تسأل نفسك كل تلك التساؤلات التى تودى بك إلاى أسفل مراتب الشجن والحزن , لم لاتسأل
نفسك سؤالا آخر قد يغنيك بالبحث عنها عن أى شىء آخر ...
فسألتها بمنتهى الطفولية : وما هو هذا السؤال أيتها الأنثى التى حتى لا أعرف ما اسمها أو من تكون ؟؟؟!
أجابت قائلة:لم لا تسال نفسك قائلا : أتحس حبيبتى التى تبحث عنى أن من تبحث عنه يتوق شوقا لمعرفتها أكثر منها ؟
وأن نفس التساؤلات التى تدور بخلدها هى ذاتها التى تدور برأسه ...
وقتها فقط ستحس بأنها لا تحسك فقط ,بل تتقطع أوصالهابغية لقائك .
ثم تنهدت فى عمق وسألتـنى فى هدوء: وكيف تحسها أيها العاشق ؟
أجبتها والحنين يعصف بكلماتي وبعد ان اعجزتني الصدمة عن التعجب : كما احس نفسى تماما ياعزيزتى , أحس أنها ولدت بداخلى منذ ولدت وأنها تعبث بي فى اليوم مئات المرات, ومع كل كلمة كنت أرد بها على سؤالها أجدها تهيم فى عينى وتدمع عينيها وتشتد بريقا ..
ثم تابعت سائلة: وكيف يخيل إليك شكلها ؟؟
هنا وجدت نفسى أتخبط فى الكلام دون أن أقدر على إيصال عبارة واحدة ,فسكت ّ قليلا ثم استدركت قائلا:
لست أدرى ولكن أحس أنها توأمى فى كل شىء حتى كأنى لا يهمنى شكلها ولا كيف تبدو لأنها ذاتها ستكون هى ,
نعم ,هى من أبحث عنها .. ويكفينى هذا عن أى تفاصيل قد لا تغير فى الأمر شىء !
فوجدتها بعد ذلك فى حالة من الصمت الرهيب بعد أن أشارت لى بيدها واضعة سبابتها على شفتى , ثم قامت حتى دنت
منى جدا ,واحتضنت وجهى بيديها ومررت أصابعا على خداى حتى خرجت منّى شهقة جعلتنى كدت أسقط فاقدا الوعى
من حرارة يديها ودفء عينيها , وبين خصلات شعرى جعلت تمرر يديها وهى تنظرإلى كل مسامة فى وجهى نظرات
شوق صرعت كل أحاسيسى ..
ثم دنت أكثر واحتضنت رأسى وضمتها فى حنان جارف , وفى استسلام رائع منّى لها ! وأخذت تلهو بأنوثة طاغية وتلعب
فى شعرى,وفجأة سقطت على خدى دمعة من عينها, فهببت واقفا والحيرة تملؤ عينى , وهممت بسؤالها (من أنت)؟
ولكنها أجابتنى حتى قبل أن انطق بحرف والدموع قد تفجرت لتغمر وجهها- الرقيق والمستدير- عن آخره :
إنه أنا , ألم تعرفنى بعد ؟؟ أنا من جاءت تسألك أسئلة أظنك تملك الإجابة عنها ..
فسألتها :أنا ؟
أجابت بتهالك وقد شحب وجهها من كثرة البكاء :
ألا تصدق ما ترى ؟
جئت أسألك عن شىء ما أبحث عنه وأحسه منذ نعومة أظفارى , شخص ما أحن إليه بكل ما فىّ من أنوثة ..
تقتلنى رغبتى إليه , قضيت أكثر من نصف عمرى أبحث عنه ولست أدرى أيحسنى و..
.........
وبالطبع توليت بنفسى إكمال السؤال : وتريدين معرفة ماإذا كان يحسك مثلما تحسينه أم لا ؟!
وهل يحس ما بك من شوق اليه وحنين للقائه أم لا ؟!!
وما ان انتهيت حتى هممت بعناقها
ولكننى وجدتها وبدلا من الاستماع إلى كلماتى , وجدتها قد ... نامت على كتفى !
نعم , أسندت رأسها إلى كتفى ونامت وكأنها لم تذق طعم النوم من قبل !
فتركتها ولسانى يخاطبها ...
نعم يحبك .. نعم يحسك .. يحبك .


محمد أبو العز

ليست هناك تعليقات: